عملت الدكتورة السعودية أمل العبود، في مجال الترجمة لأكثر من عشر سنوات، ووجدت نفسها فيه على الرغم من تعدد وظائفها؛ لذا قررت التخصص فيه دراسيًا وحصلت على درجة الماجستير من الولايات المتحدة، ودرجة الدكتوراه من بريطانيا.
تقول عن مدى تعلّقها بالمجال: "أعطاني الكثير من الصبر والتروي، خصوصًا في ترجمة المصطلحات العصيّة على الترجمة، وعزّزت مهارة البحث العميق والتقصّي، ناهيكِ عن الحصيلة اللغوية التراكمية التي لا تتوقف، طالما تعملين في هذا المجال".
عملت كمديرة مشاريع في شركة "ترانز بيرفكت"، وهي من أكبر شركات الترجمة في العالم، وحصلت مؤخرًا على شهادة إدارة المشاريع الاحترافية PMP، وترى أنه من الضروري أن يتقن المُترجم مهارة إدارة المشاريع.
لدى دكتورة أمل العبّود تجربة في بودكاست إذاعة المترجم، عن طريق حلقات بعنوان"جيروم وإخوانه"؛ وهي من التجارب التي تعتزُّ بها لأنها حققت صدىً كبيرًا لدى العديد من الأساتذة الأكاديميات، فقد استخدمنّها كوسيلة تعليمية في الفصول الدراسية.
وكما وضحت لِبلقيس ماهيتها؛ فهي عبارة عن حلقات موّجهه للطلبة وغير المتخصصين في الترجمة تتحدث في كل حلقة عن عَالِم ما، وتشرح أهم نظرياته بطريقة بسيطة لا تتجاوز العشر دقائق، لذا فيتم استخدامها كوسيلة تعليمية في الفصول الدراسية.
وضمن مبادرة "ترجم" الصادرة عن وزارة الثقافة السعودية، ترجمت دكتورة أمل قصتي أطفال للكاتبة "زينة زيدان"، إلى اللغة الإنجليزية، وهما بعنوان "عودي يا نقودي" و"لابأس".
ولأنها أديبة أيضًا فقد صدرت لها قصة مصورة للأطفال بعنوان "جنّة صابر"، والتي تم اختيارها مؤخرًا من المجلس الإماراتي لكُتب اليافعين ضمن توصيات القراءة الصيفية، تحدثنا عن بداية فكرة القصة فتقول: "بدأت الفكرة عندما كنتُ ذاهبة وسط عاصفة ثلجية شمال نيويورك إلى صف الكتابة مع كاتبة قصص الأطفال الشهيرة والأكاديمية "ليز روزنبيرج".. وبينما كنتُ أصارع للوصول إلى الصفّ انبثقت فكرة القصة الخيالية، وتحوّلت العاصفة الثلجية إلى عاصفة صحراوية، ووُلِدَ الجمل الصغير صابر".
كما تعكف حاليًا دكتورة أمل على كتابة مجموعة قصصية أخرى مصوّرة للأطفال، مستوحاة من التراث السعودي ومافيه من إرث ثقافي مميز، وستصدر إحدى القصص بعنوان (تعال يا فرّقنا) عن دار ورقة في معرض الرياض للكتاب 2022؛ حدثتنا عنها أيضًا وقالت: "(فرّقنا) هو بائع كان يتجول بين الأحياء ويحمل (بقشة) على ظهره ويطرق أبواب المنازل ليبيع للنساء ما يحتاجونه التي غالبًا ما تكون الأقمشة.. لم أعاصرهُ شخصيًا ولكن سمعتُ الكثير عنه من جدتي ووالدتي وخالاتي ممن عاصرنهُ، ووصفوهُ لي وصفًا دقيقًا لأُكمل البحث عنه في كُتب التاريخ؛ وقررت أن أكتبَ عنه وتحديدًا للأطفال، توثيقًا لتاريخنا وتعريفًا بهذا التراث الثقافي الجميل".
ترى العبود أن جميع المترجمين متميزين، ولكن براعتهم تكمُن في تمكّنهم وإجادتهُم لتخصصاتهم، مثل الترجمة الطبيّة والقانونية والأدبية وغيرها".
في النهاية تنصح دكتورة أمل العبّود فتيات الخليج بأن يحرصنَ على تطوير أنفسهنّ باستمرار لُغويًا ومهنيًّا وتقول: "لابد من التدرّب المستمر لمهارات القرن الواحد والعشرين، مثل التفكير الناقد والثقافة الرقمية، وغيرها".