عُرفت بشخصيتها القيادية وحبها للمعرفة، ولعلّ نشأتها في بيت علمٍ وفكر أكسبها جزءً من شخصيتها؛ فوالدها هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، وصاحب العديد من المؤلفات التاريخية والأعمال الأدبية والمسرحية المختلفة.
زخر مشوار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي بالعديد من النجاحات الشخصية والإنجازات المجتمعية التي لم تكن فقط على مستوى دولة الإمارات بل شملت الوطن العربي أيضًا.
حصلت الشيخة بدور على شهادة البكالوريوس في علم الآثار والأنثروبولوجيا مع مرتبة الشرف من جامعة "كامبريدج"، ودرجة الماجستير في الأنثروبولوجيا الطبية من "كلية لندن الجامعية" بالمملكة المتحدة.
وسخرّت جهودها لخدمة الثقافة والنشر، فأطلقت مؤسسة "كلمات" الغير ربحية في عام 2016 بالشارقة، هدفها نشر المعرفة للأطفال واليافعين وتوفير مصادرها وتأكيد حقّهم في القراءة، خصوصًا الذين يعانون من إعاقات بصرية مختلفة، وأولئك الذين أهلكتهم الحروب وظروف اللجوء من أبناء الشرق الأوسط، مع ترسيخ مبدأ الهوية العربية الأصيلة، والحفاظ على عاداتها وتقاليدها.
وقد حصلت مؤسسة "كلمات" برعاية الشيخة بدور القاسمي، على ترخيص من وزارة الاقتصاد الإماراتية للاستفادة من "معاهدة مراكش" التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية، التي تنص على ضرورة إنتاج الكتب بأنساق خاصة للأشخاص المكفوفين أو المصابين بإعاقات بصرية، من خلال وضع مجموعة من الاستثناءات على قانون حقّ المؤلف التقليدي، وتُعد بذلك "كلمات" هي المنظمة الإماراتية الأولى التي حصلت على هذا الترخيص.
تقول الشيخة بدور عن ذلك في حوار سابق: "فتحنا للأطفال المكفوفين وضعاف البصر مصادر معرفة كبيرة ومتجددة".
ولم تقف إنجازات الشيخة القاسمي عند هذا الحد؛ فقد أسّست جمعية الناشرين الإماراتيين عام 2009، وعزّزت النشر من خلال وضع العديد من اللوائح أهمها إعفاء الكتب من ضريبة القيمة المضافة، وهي أيضًا المُؤسِّسة والرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الفرع الوطني من المجلس الدولي لكتب اليافعين (IBBY).
كما ترأستْ الشيخة بدور اللجنة المنظّمة لملف "الشارقة العاصمة العالمية للكتاب" عام 2019، بتكليف من صاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، وأصبحت بذلك الشارقة أول مدينة خليجية تحصل على لقب عاصمة الكتاب، والثالثة على مستوى الوطن العربي والشرق الأوسط.
وبعد أن شغلت منصب نائبة رئيس الاتحاد الدولي للناشرين في الفترة من عام 2019 إلى 2020، تمّ انتخابها لاحقًا لرئاسة الاتحاد بدءً من 2021 إلى 2022، لتصبح بذلك أول عربية تشغل منصب رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، وثاني امرأة على الإطلاق في هذا المنصب منذ تأسيسه عام 1896!
وأثمرت جهود الشيخة بدرية مع وزارة الاقتصاد واتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات وجمعية الإمارات للملكية الفكرية، إلى إطلاق جمعية الإمارات لإدارة حقوق النسخ في مارس 2022.
ومن المبادرات التي تُحسب لها في مشوارها المهني والإنساني أيضًا، مبادرة "اقرأوا لأطفال سوريا" في المخيم الإماراتي الأردني، والتي اُفتتح على إثرها مكتبة للأطفال في المخيم احتوت آلاف الكتب في عدة مجالات.
وتستمر جهود الشيخة بدور القاسمي في دعم النشر والناشرين، واحتفاء المجتمع الإماراتي والدولي بها؛ فحصدت العديد من الجوائز مثل: جائزة شخصية العام في "مهرجان طيران الإمارات للآداب"، وجائزة "المرأة العربية لفئة التعليم".
كما جاء ترتيبها ضمن قائمة "مجلة فوربس الشرق الأوسط" في المركز 34، لأقوى 200 سيدة عربية في قطاع الأعمال العائلية في عام 2014، وذلك لتأسيسها "كلمات" ودورها الفعّال فيها.