في بعض الأحيان قد تكونين على مقربة من النّجاح، لكن عليكِ فقط أن تؤمني بقدرتكِ على تحقيقه وتجربي كل الطرق للوصول إليه.
أثناء دراستها للماجستير في جامعة أم القرى، تعرّفت سعدية الفضلي على المجسّمات والمنحوتات في مادة "أشغال المعادن"، فقررت أن تباشر النحت عن قرب، فكانت تُنهي أبحاث الماجستير كلّ يوم ثم تذهب سريعًا لتشتغل بالنّحت حتى تمكّنت منه؛ تقول: "بعد عملي بالمنحوتات أيقنت أنني وجدت ما أبحث عنه ووجدت شغفي، فأعددت العُدّة لدراسة هذا التخصص، وتخرّجت من كلية الفنون تخصص النّحت الميداني في 2015".
من هنا بدأت حكاية الدكتورة السعودية سعدية الفضلي الحاصلة على الدكتوراه في فلسفة التربية الفنية "تخصص النحت الميداني" من جامعة الإسكندرية، بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى".
لم يكن النّحت معروفًا في السعودية كفن مستقل وقت تخرّجها في أواخر عام 2015؛ وأخبرتنا بوجود العديد من الرسائل التي تتحدث عن النّحت وقد اُستبدل المصطلح بكلمة التشكيل المجسّم أو المجسّمات، ولكن بعد عودتها من دراسة الدكتوراه وجدت أن قسم النّحت أصبح موجودًا في الكثير من جامعات السعودية.
تتميز منحوتات الدكتورة سعدية باتجاهها لإسلوب التجريد، كما أخبرتنا أنّها من عشّاق الفن الإسلامي، وما يحمله من فلسفة عميقة.
تحضّر الآن لمعرضها الثاني بعد معرضها الأول "أكون" والذي احتوى على 42 منحوتة، تنوعت المواد المستخدمة مابين برونز وبوليستر وغيرهما، وتقول إن معرضها الثاني سيكون فيه خامات جديدة ومختلفة؛ "أحبُّ أن أرى أعمالي في الهواء الطلق، تحاكي السماء والغيوم، لقد عملتُ عليها بجهد وساعات عمل متواصلة ليلًا ونهارًا.. وأحبّها إلى قلبي هي منحوتة "شموخ" التي كانت في معرضي الأول، أتتني العديد من العروض عليها لكني رفضت التصرّف بها لأنني أشعر بأنّها الأقرب لشخصيتي".