كلمّا أدارت الدنيا ظهرها لحسناء، غافلتها وذهبت لطرقٍ أخرى، وهي لا ترى سوى هدفٍ واحد.. إثبات ذاتها.
وُلدت السيدة العُمانية في الكويت، وكانت بداية عقباتها في الصف الأول الابتدائي حينما وصفتها معلمتها بالغباء لسوء خطها وحفظها؛ فتجاوزت ذلك وتفوقت في الأعوام الدراسية التالية. وعندما عادت للسلطنة بعد أعوام، كانت زميلاتها ينقطعنَ عن المدرسة ليتزوجنَ كما جرت العادة في ذلك الوقت؛ أمّا هي فكانت تنقطع كلما رُزقت أمها بأطفال؛ لتدير شؤون المنزل رغم حداثة سنها، ثم تعود لاحقًا للمدرسة لتكمل ما فاتها من دروس.
تفوقت حسناء ووصلت للمرحلة الثانوية، وهنا بدأ الأب يبحث لابنته عن زوج، حتى استقر على رجل خمسيني، وبما أنّه إمام الجامع وعاقد القِرَان، فقد عقد قرانها دون علمها.
أكملت حسناء تعليمها الثانوي بأعجوبة، ثم طلقها الزوج ولم تلتحق بالجامعة لرفض والدها، على الرغم من حصولها على معدل يؤهلها لدخول ثلاث كليات في السلطنة، منها كلية الطب.. حلمها البعيد!
حاولت تحقيق الهدف بطريقة أخرى؛ فبدأت مشروعًا صغيرًا وهو عربة مأكولات ومشروبات تجول بها على المستشفيات الحكومية والخاصة، ثم استغلّت قدرتها على الإدارة والتخطيط في تنظيم الفعاليات، فعُينت مستشارة في أكثر من مؤسسة حكومية تهتم بريادة الأعمال.
لم تنسَ حسناء حلمها باستكمال دراستها بعد مرور 27 عامًا؛ فحصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال من الجامعة العربية المفتوحة ثم درست الماجستير في جامعة السلطان قابوس.
مهدّت السيدة حسناء طرقًا لنفسها وذلّلت جبالًا، وأنتِ أيضًا يمكنكِ فعل أكثر من ذلك!